فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الحج: آية 66]:

{وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ (66)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {الذي} خبر المبتدأ هو {ثمّ} حرف عطف في الموضعين اللام المزحلقة للتوكيد جملة: {هو الذي } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أحياكم } لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
وجملة: {يميتكم } لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {يحييكم } لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: {إنّ الإنسان لكفور} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة الحج: الآيات 67- 69]:

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكًا هم ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}.

.الإعراب:

{لكلّ} متعلق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر لا ناهية جازمة {ينازعنّك} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون فهو من الأفعال الخمسة... والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد {في الأمر} متعلق بـ: {ينازعنّك}، الواو عاطفة {إلى ربّك} متعلق بـ: {ادع} بحذف مضاف أي إلى دين ربّك اللام المزحلقة للتوكيد {على هدى} متعلق بـ خبر إنّ {مستقيم} نعت لهدى مجرور.
جملة: {جعلنا } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم ناسكوه } في محلّ نصب نعت لـ منسكا.
وجملة: {لا ينازعنّك } في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن ناقشوك في أمر الشريعة فلا ينازعنّك- أي لا تنازعهم- وجملة: {ادع } في محلّ جزم معطوفة على جملة لا ينازعنّك.
وجملة: {إنّك لعلى هدى } لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة {جادلوك} فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط. والواو فاعل، والكاف مفعول به الفاء رابطة لجواب الشرط ما حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {ما تعملون} في محلّ جرّ بالباء متعلق بـ: {أعلم} أي عالم وجملة: {إن جادلوك } لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة ناقشوك.
وجملة: {قل } في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {اللّه أعلم } في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تعملون } لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما أو الاسميّ.
{بينكم} ظرف منصوب متعلق بـ: {يحكم}، وكذلك {يوم}، {ما} اسم موصول في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلق بـ: {يحكم}، {فيه} متعلق بـ: {تختلفون}.
وجملة: {اللّه يحكم } لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يحكم بينكم } في محلّ رفع خبر المبتدأ اللّه.
وجملة: {كنتم فيه تختلفون } لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {تختلفون} في محلّ نصب خبر كنتم.

.الصرف:

{ناسكوه}، جمع ناسك، اسم فاعل من نسك الثلاثيّ، وزنه فاعل، وقد حذفت النون من الجمع للإضافة.

.الفوائد:

- {وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ} الجدل في الإسلام:
كثيرة هي الآيات التي تعرضت للجدل، مرة بهذا الاسم، ومرة بالحجاج، وعلى العموم يدعونا اللّه لنجادل بالتي هي أحسن. ومرة يدعونا لنعرض عن الجاهلين.
وقد اختلف أئمة المذاهب حول الجدل والحجاج.
أ- مالك كان يمقت الجدل والمناظرة، ويرى أن العلم أزمع من أن يتخذ سبيلا للمصاولة والمطاولة.. وقد قال مرة للخليفة الرشيد، وقد طلب إليه أن يناظر أحد الفقهاء، فاستعفى أمير المؤمنين من ذلك قائلا: لا يجوز أن نتخذ العلم كتحريش الديكة.. أو تهويش الكلاب.
ب- الإمام الشافعي، كان يناظر في سبيل إظهار الحقيقة، وكان يقول: ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يظهر اللّه الحق على لسانه. وكان هادئا لينا مترىثا في مناظراته ومخلصا في مجادلاته.
ج- الإمام أبو حنيفة، فتح باب المناظرة على مصراعيه، حتى أصبحت مدرسته مدرسة أصحاب الرأي.
د- الامام أحمد بن حنبل، لم يبح لنفسه أن يلج باب الجدال قط، وكل كانت له أسباب ودوافع رضي اللّه عنهم أجمعين.

.[سورة الحج: آية 70]:

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السماء وَالأرض إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)}.

.الإعراب:

{ألم تعلم أن اللّه يعلم} مثل ألم تر أن اللّه أنزل، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {في السماوات} متعلق بمحذوف صلة ما، والإشارة {ذلك} إلى الموجود في السماء والأرض {في كتاب} متعلق بـ خبر إنّ، والإشارة {ذلك} الثاني إلى علم اللّه {على اللّه} متعلق بـ: {يسير}.
جملة: {تعلم } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعلم } في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه يعلم } في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
وجملة: {أنّ ذلك في كتاب} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {إنّ ذلك} {يسير} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.[سورة الحج: الآيات 71- 72]:

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا وما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من دون} متعلق بـ حال من الموصول ما، وفاعل {ينزّل} ضمير يعود على لفظ الجلالة {به} متعلق بـ: {ينزّل}، {ما} الثاني موصول معطوف على ما الأول في محلّ نصب {لهم} متعلق بـ خبر ليس {به} متعلق بـ حال من {علم} وهو اسم ليس الواو حاليّة- أو استئنافيّة- {للظالمين} متعلق بـ خبر مقدّم {نصير} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: {يعبدون } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لم ينزّل } لا محلّ لها صلة الموصول ما الأول.
وجملة: {ليس لهم به علم} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.
وجملة: {ما للظالمين من نصير} في محلّ نصب حال.
الواو عاطفة {عليهم} متعلق بـ الفعل المبنيّ للمجهول {تتلى}، {بيّنات} حال من نائب الفاعل آياتنا {في وجوه} متعلق بـ: {تعرف}، {بالذين} متعلق بـ: {يسطون} بتضمينه معنى يبطشون {عليهم} متعلق بـ: {يتلون}، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة {بشّر} متعلق بـ: {أنبّئكم}، {من ذلكم} متعلق بـ: {شرّ}، {النار} مبتدأ خبره جملة وعدها، و{الهاء} في {وعدها} المفعول الثاني {الذين} هو المفعول الأول، الواو استئنافيّة {بئس} ماض جامد لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: {تتلى} {آياتنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تعرف } لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كفروا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {يكادون } في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: {يسطون } في محلّ نصب خبر يكادون.
وجملة: {يتلون } لا محلّ لها صلة الموصول الذين الثاني.
وجملة: {قل } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أفأنبّئكم } في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي أأخاطبكم فأنبئكم.
وجملة: {النار وعدها } لا محلّ لها تفسر الشرّ.. أو استئناف بيانيّ.
وجملة: {وعدها } في محلّ رفع خبر المبتدأ النار.
وجملة: {كفروا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين الثالث.
وجملة: {بئس المصير } لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{يسطون}، بمعنى يغلبون أو يقهرون، فيه إعلال بالحذف أصله يسطوون- بواوين- التقى ساكنان فحذف حرف العلّة لام الكلمة فأصبح يسطون، وزنه يفعون.

.[سورة الحج: الآيات 73- 74]:

{يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)}.

.الإعراب:

أيّ منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. وها حرف تنبيه {الناس} بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا الفاء رابطة بين المسبّب والسبب {له} متعلق بـ: {استمعوا}، {من دون} متعلق بـ حال من العائد المحذوف أي تعبدونه كائنا من دون اللّه الواو حاليّة {لو} حرف شرط غير جازم {له} متعلق بـ: {اجتمعوا}، الواو عاطفة {شيئا} مفعول به منصوب {يستنقذوه} مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون {منه} متعلق بـ: {يستنقذوه}.
جملة: النداء: {يا أيّها الناس } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ضرب مثل } لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {استمعوا } في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم العبرة فاستمعوا.
وجملة: {إنّ الذين تدعون } لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تدعون من دون اللّه } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {لن يخلقوا } في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {اجتمعوا } في محلّ نصب حال.. وجواب {لو} محذوف يفسّره المذكور قبله أي: لن يخلقوا ذبابا.
وجملة: {إن يسلبهم الذباب } لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين تدعون.
وجملة: {لا يستنقذوه } لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {ضعف الطالب } لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تقريريّ- ما نافية حقّ مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مضاف إلى المصدر، منصوب اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: {ما قدروا } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه لقويّ } لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{ذبابا}، اسم جنس واحدته ذبابة زنة فعالة، ويجمع على ذبّان بكسر الذال وضمّها وتشديد الباء، وعلى أذبّة زنة أغربة، وهو مأخوذ من ذبّ إذا طرد وآب إذا رجع.
{الطالب}، اسم فاعل من طلب الثلاثيّ، وزنه فاعل.
{المطلوب}، اسم مفعول من طلب الثلاثيّ، وزنه مفعول.

.الفوائد:

1- المثل في القرآن:
نوهنا مرارا عن دور المثل في القرآن الكريم. ونعود هنا لنقف عند هذه الآية التي تقارن بين قدرة الآلهة المزعومة، سواء أكانت إنسانا أم حيوانا أم جمادا، وعجزها عن خلق ذبابة واحدة، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وبين قدرة الذباب الذي هو من أضعف خلق اللّه، ولَكِن قد يسطوا على ما في حوزة الإنسان وسائر تلك الآلهة، فيسلبها بعضها، ويقف ذلك المسلوب عاجزا أمام الذباب، لا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه.
أليس من الحق، أن نصف السالب والمسلوب بالضعف؟! ولعل هذه الآية قد أوحت لذلك الفيلسوف الغربي أن يقول: لقد عجز العلم حتى اليوم أن يكشف حقيقة ذبابة.. وقد استلهم إيمانه بالقدرة القادرة المهيمنة على هذا الوجود، من خلال دقة مخلوقات اللّه، وعجز الإنسان وعلمه عن إدراك سر الحياة لدى أضعف الأحياء من مخلوقات اللّه، وما أروع قوله تعالى في ختام هذه الآية: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وهكذا نجد أن المثل من جهة، والحوار من جهة ثانية، والقصة من جهة ثالثة، والصور المشخصة ذات الحياة والحركة، كلها من جملة العناصر المكونة لأسلوب القرآن الكريم وبلاغته وإعجازه.
2- جدّة اختراع المعاني:
هو أن يخترع الشاعر أو الكاتب معنى لم يسبق إليه، فقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا} هي من أبلغ ما أنزل اللّه في تجهيل الكافرين وتقريعهم والاستخفاف بعقولهم، لغرابة التمثيل الذي تضمن الإفراط في المبالغة مع كونها ملازمة للحق والواقع.
فقد اقتصر سبحانه على ذكر أضعف المخلوقات وأقلها سلبا لما تسلبه، وتعجيز كل من دونه، عن خلق مثله، مع التضافر والاجتماع، ثم عدل عن رتبة الخلق، لما فيه من تعجيز، إلى استنقاذ النزر القليل، الذي يسلبه الذباب، فقد تدرج في النزول على ما تقضيه خطة البلاغة في الترتيب.
ولجدّة الاختراع في المعاني، لدى الشعراء والأدباء، بحث طريف ومفيد غاية الفائدة. ولولا مخافة الخروج عن خطتنا في الإيجاز، لعرضنا عليك أضغاثا من عيون اختراعات أبي تمام والمتنبي وابن الرومي والجاحظ وغيرهما كثير، فإن كنت من فرسان هذا الميدان، فعليك بدواوين هؤلاء.